دراسة حالة

تعرض وسام؛ وهو رجل أعمال مقيم في دبي يبلغ من العمر 60 عامًا، لحادث أثناء زيارته لبلده الأصلي، وأصيب بكسر في الفخذ الأيسر وعظم الفخذ الأيمن، مما تتطلب دخول المستشفى. قام جراح محلي معروف باستبدال مفصل الورك الأيسر لديه بالكامل وتثبيت مسمار في عظم الفخذ الأيمن. وتلى هذه العملية الجراحية فترة إعادة تأهيل. أدت تقنيات إعادة التأهيل غير السليمة وإدارة المريض إلى تعرضه لعدة مشاكل.

ومن ثم، لازم وسام سريره وأصبح غير قادر على الجلوس أو الوقوف أو المشي أو القيام بأنشطته اليومية العادية. وبعد أن سمع عن “مستشفى الإمارات للتأهيل والرعاية المنزلية” في دبي، قرر القدوم إلينا، وتم ترتيب النقل مباشرة من المطار إلى منشأتنا. وبعد تقييمه على يد فريقنا متعدد التخصصات، وُجد أن عجزه البدني كان له تأثير سلبي للغاية على كل من حياته اليومية وحالته الذهنية. كما وُجد أيضًا أنه بعد خضوعه للعمليات الجراحية، أصبحت الساق اليمنى لديه الآن أقصر من الساق اليسرى. وعلى إثر ذلك، أصبحت حالته النفسية سيئة للغاية، إذ كان يخشى ألا يمشي مجددًا؛ وفقد الأمل أيضًا في إمكانية الشفاء. أدرك فريق إعادة التأهيل لدينا على الفور الإمكانيات البدنية التي يحتاجها المريض لتماثل الشفاء، واستهدف ذلك إلى جانب حالته النفسية والعاطفية.

تم إعداد خطة رعاية؛ وبدأت عمليات التدخل من اليوم الأول لدخول المريض. وفي غضون أسبوعين من العلاج، تمكن من الاستغناء عن السرير بمفرده. وبمساعدة من فريق الرعاية الخاصة لدينا، نمت الثقة لديه. وبدأ بالتركيز على تمارين التقوية والتحمل. وأدى الإشراف المستمر والتشجيع من موظفي الدعم إلى تعزيز قدرته على التركيز على أهدافه. كما تم إجراء عمليات جراحية تصحيحية لمعالجة عيب الساق بتعديل أحذيته. ومع تحسن مستوى راحته، بدأ في الوقوف والمشي بمساعدة أداة مشي؛ وكان مبتهجًا بالتقدم الذي أحرزه.

وعلى مدار الأسبوعين التاليين، واصل تقدمه بثبات، وتمكن من الوقوف بمفرده، والمشي ببطء بمساعدة عصا رباعية القوائم، وتسلق الدرج لأعلى ولأسفل لعدد 30 خطوة. وساعدته عمليات التدخل الإضافية من قبل أعضاء الفريق العلاجي – من خلال تعليمه أنشطة مثل كيفية تحريك نفسه بأمان من السرير إلى الكرسي، والدخول والخروج من السيارة – على استعادة استقلاله. وخلال أيامه الأخيرة في مستشفيات الإمارات لإعادة التأهيل والعناية المنزلية، أصبح مستقلاً تمامًا وتمكن من القيام بجميع الأنشطة اليومية العادية دون أي مساعدة، والعودة إلى وظيفته المكتبية.